استراتيجيات التعلم النشط وتطبيقاته

سليمإسخاب

New member
8 فبراير 2019
14
0
0
https://www.tahadeeralostaz.com/blog/c265de758d11c3188e7b63d1b0ea30f2.jpg
في سياق التطور الذي يشهده العالم، وطبيعة الأجيال الصاعدة، وما يحتكون به منذ طفولتهم من تقنيات وتكنولوجيا، وما يلوح في الأفق القريب والبعيد من آفاق للتنمية والتطور ...

في سياق هذا كله يجد المعلم نفسه مطالباً أكثر من أي وقت مضى بتجديد معارفه، وتطوير مهاراته، وتحديث خبراته، حتى يواكب هذا التقدم المضطرد، (وهنا تكمن أهمية استراتيجيات التعلم النشط موضوع مقالنا اليوم) لكي يساعد المتعلمين على اكتساب المهارات والخبرات الحياتية والعلمية الضرورية من أجل مسايرة عجلة التقدم، واكتساب القدرة على اقتحام مجالات الحياة بثقة وثبات.


وفِي سبيل تحقيق هذه الغاية عمل الخبراء على تطوير مجموعة من مهارات التعلم الحديث، لكي يسهلوا على الأستاذ القيام بدوره على أحسن وجه، وليحقق مع متعلميه الأهداف المتوخاة من عملية التعلم، وفِي مقدمة تلك المهارات: ما بات يعرف اليوم بـ استراتيجيات التعلم النشط.


استراتيجيات التعلم النشط
استراتيجيات التعلم النشط عبارة عن "مجموعة من الاستراتيجيات والمناهج التعليمية التي تهدف إلى جعله المتعلم في قلب العملية التعليمية، وتمكينه من القيام بدور إيجابي في بناء الدرس واكتساب المعرفة، وصقل المهارات والخبرات الذاتية، واكتساب بعض السلوكيات الجديدة، من خلال مجموعة من الأنشطة الصفية وغير الصفية، الفردية والجماعية".


كما يعرفه بعض الباحثين بكونه: "فلسفة تربوية تعتمد على إيجابية المتعلم في الموقف التعليمي، ويهدف الى تفعيل دور المتعلم من حيث التعلم من خلال العمل وبالبحث والتجريب، واعتماد المتعلم على ذاته في الحصول على المعلومات، واكتساب المهارات، وتكوين القيم والاتجاهات".


فـ استراتيجيات التعلم النشط كما ذكرنا هي مجموعة من الاستراتيجيات والأساليب التي يمكن للمعلم اتباعها في قيامه بمهمته وإنجازه لواجبه، ولقد سبق أن تحدثنا عن أسلوب من أساليب التعلم النشط في مقال بعنوان: مبادئ التعلم التعاوني وتطبيقاته، وسنتعرف في مقالنا هذا عن مجموعة أخرى من أساليب واستراتيجيات التعلم النشط، ولكن قبل الشروع في عرض تلك الأساليب والاستراتيجيات، دعونا نعقد مقارنة بين التعلم النشط والتعلم التقليدي.


الفرق بين التعلم النشط والتعلم التقليدي:
هناك عدة نقاط يفترق فيها التعلم النشط عن التعلم التقليدي؛ سواء من حيث دور الأستاذ والتلميذ، أو من حيث المكان، أو من حيث المصادر، أو من حيث الأهداف، وسنشير إلى بعض تلك النقاط لنعرف ما هو الجديد الذي أتى به التعلم النشط باستراتيجياته المختلفة.


دور المعلم والمتعلم:
ينحصر دور المعلم في التعلم التقليدي في نقل المعلومات وتلقينها للتلميذ وحشوها في دماغه حشواً، بينما تتعدد أدواره في التعلم النشط؛ حيث يقوم بدور المحفز والموجه، ويكون بمثابة مصدر للخبرات بالنسبة للمتعلمين.
كان التلميذ والمتعلم في التعليم التقليدي مجرد مستمع ومتلقي، أو قارئ وسارد لما هو مكتوب في الكتاب المقرر، أو لما سطره الأستاذ على السبورة، بينما يقوم التلميذ في التعلم النشط بدور مهم، وتكون له مشاركة فعالة في النقاش والحوار، والتعاون مع الأقران.

فضاء التعلم بين التعلم النشط والتعلم التقليدي:
بالنسبة لفضاء التعلم في النموذج التقليدي للتعليم، فإنه لا يتعدى حجرة الدراسة، وإن طلب من التلميذ القيام بأي نشاط تعلمي خارج الصف الدراسي فلن يكون إلا حفظ نص ما، أو نسخ فقرة محددة من الكتاب إلى الدفتر، بينما يتجاوز فضاء التعلم في التعلم النشط حيّز القسم الدراسي، واتسع ليشمل المكتبة، والبيئة، والمتاحف، وغيرها من الفضاءات المتنوعة.


الفرق بين مصادر التعلم:
لا يمكن الحديث في التعلم التقليدي عن مصادر للتعلم، بل هناك مصدر واحد، إنه الكتاب المقرر، بينما تتنوع مصادر التعلم في التعلم النشط، فهناك الكتاب المقرر، والإنترنت، والتجارب والاختبارات، والحوار والنقاش، وتبادل الآراء.


الأهداف بين التعلم النشط والتعلم التقليدي:
وكما يختلف التعلم النشط عن التعلم التقليدي من حيث دور المعلم والمتعلم، وفضاء التعلم، ومصادر التعلم، فإنه يختلف عنه كذلك من حيث الأهداف:


تكون الأهداف في التعلم النشط معلنة، ومحددة في صورة إجرائية ونتائج سلوكية.
بينما تكون الأهداف في التعلم التقليدي غير معلنة، ولا تحدد على شاكلة نتائج إجرائية سلوكية.

نكتفي بهذا القدر من الفوارق التي تعكس مدى البون الشاسع بين التعلم التقليدي والتعلم النشط، وننتقل الآن للحديث عن ثلاثة من أهم استراتيجيات التعلم النشط.


أهم استراتيجيات التعلم النشط
وإليكم الآن أيها المعلمون الأفاضل، نبذة واضحة وموجزة عن ثلاثة من أهم استراتيجيات التعلم النشط
لقراءة باقي الموضوع يرجى زيارة هذا الرابط : استراتيجيات التعلم النشط وتطبيقاته