الأوطان
الأوطان اسم جمع، والمُفرد منه: وطن، وهو المكان الذي يقيم ويستقرّ فيه الإنسان وينتمي إليه سواءً وُلد فيه أم في غيره، ويُطلق على الوطن الأصلي أو الوطن الذي وُلد فيه الإنسان الوطن الأم،[١] وإنّ الإنسان قد جُبل وفُطر على حبّ وطنه؛ إذ إنّ الإنسان إذا وُلد في بلدٍ ما، ونشأ فيها، وترعرع في كنفها؛ فمن الطبيعيّ أن يحبّها، ويُواليها، وينتمي إليها، ويجدر بالذكر أنّ الله -تعالى- ربط حبّ الأوطان بحبّ النفس في القرآن الكريم، حيث قال: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ)،[٢] وليس من السهل أن يفارق المرء وطنه الذي عاش في كنفه، ولذلك اعتُبرت هجرة الصحابة -رضي الله عنهم- من أعظم فضائلهم، فقد بذلوا وطنهم في سبيل الإسلام والدعوة، وممّا يؤكّد حب الإنسان لوطنه أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عندما هاجر إلى المدينة المنورة توجّه إلى الله -تعالى- بالدعاء أن يُحبّب المدينة المنورة إليه.[٣]
حديث شريف عن الوطن::-
يظنّ بعض الناس أنّ مقولة (حب الأوطان من الإيمان) ممّا ورد من حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ولكنّ الصواب أنّ ذلك من الكذب والوضع عليه صلّى الله عليه وسلّم،[٤] وهذا لا يمنع أنّ من واجبات المسلم أن يكون وفياً ومُحبّاً لوطنه، وحامياً ومدافعاً عنه بكلّ ما يملكه ويستطيعه من قولٍ أو فعلٍ، وإنّ ما يؤيّد ذلك الفطرة السليمة النقيّة للإنسان، والعقيدة الإسلاميّة، وسنة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وإنّ لحب الأوطان صور عديدة؛ منها: حبّ الأوطان بالسلوكات والأفعال السليمة والسويّة، مع الالتزام بالقيم والمبادئ الحسنة، والحرص على تقديم النصيحة للآخرين، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتضحية لأجل الوطن، والدفاع عنه، وإيثاره، وتقديمه على المصلحة الفردية، ويجدر بالفرد والأمة الالتزام بالأخلاق الكريمة، من العدل، والأمانة، والتسامح، والعفو وغيرها من محاسن الأخلاق التي تسمو بالمجتمع وترقى به إلى المكانة الرفيعة.[٥]
وإنّ من الواجب على كلّ فردٍ أن يحافظ على تماسك الوطن، ويعمل على تنميته، ويسعى إلى ازدهاره، ويجدر التنبيه إلى أنّ حب الوطن يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأفعال الأفراد وتصرفاتهم وليس فقط بالأقوال والشعارات والهتافات، ويجب على المسلم أن يُظهر حبّه لوطنه بالالتزام بالقوانين والأنظمة، والمحافظة والحرص على سلامة ممتلكاته، هذا وحريٌّ بكلّ فردٍ أن يؤدّي مهامّه ووظائفه بإخلاصٍ وحبّ، وأن يحافظ على مال الوطن وثرواته، ويعمل على نشر الأخلاق الفاضلة ويتحلّى بها، ولا بُدّ من نبذ أسباب الاختلاف والفرقة بين الأفراد والجماعات وإقامة شرع الله -تعالى- في كلّ الأمور،[٥] وإنّ من المعاني المرتبطة بحبّ الأوطان في الإسلام؛ تكاتف وتعاضد أفراد الوطن مع بعضهم البعض دون عصبيّةٍ، أو عنصريّةٍ، أو تفريقٍ، أو إقامة جماعات، وأحزاب، وفِرَق متباغضة ومتننافرة، فمن واجب المسلم أن يسعى لوحدة أفراد المجتمع والوطن.[٦]
يجدر التنبيه إلى أنّه بالرغم من أنّ حب الأوطان من الأمور التي فُطرت عليها النّفس البشريّة؛ إلّا أنّ حب الوطن ليس من التكاليف الشرعيّة التي أمر بها الإسلام؛ إذ لا يترتّب عليه ثواب أو عقاب، أو مدح أو ذم، ولا يُؤاخذ المسلم به إلّا إذا ترتّب عليه تضييع واجب من الواجبات الشرعيّة، أو ارتكاب فعل من المُحرّمات والفواحش، أو تقديمه على محبة الله -تعالى- ومحبة الرسول صلّى الله عليه وسلّم.[٧]
واجب المسلمين تِجاه الأوطان
إنّ حبّ الأوطان مرتبط ارتباطاً وثيقاً بحب الدّين؛ فحبّ الوطن يتحقق بحبّ الدّين؛ إذ إنّ مبادئ وقيم الدين الإسلاميّ تحثّ على حبّ الوطن، حيث قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عندما خرج من مكّة المكرّمة: (ما أطيبَكِ من بلدٍ وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أنَّ قومي أخرجوني منكِ ما سَكَنتُ غيرَكِ)،[٨] ويترتّب على المواطن والمُقيم في الوطن عدّة واجبات أيّدها ودلّ عليها الإسلام؛ بيانها على النحو الآتي:[٩]
الدفاع عن الوطن في أيّ موقف يكون فيه الوطن بحاجة للدّفاع عنه، ويكون الدفاع عنه إمّا بالقول وإمّا بالفعل.
مواجهة أيّ أمر يؤدّي إلى زعزعة أمن واستقرار وسلامة الوطن، وذلك بمختلف الوسائل، والطرق، والأساليب الممكنة.
المساهمة الإيجابية بالقول، أو الفعل، أو الفكر، أو غير ذلك من الوسائل المُمكنة في خدمة الوطن، ورفعة منزلته، ورُقيّه؛ إذّ إنّ هذا الأمر واجب على كلّ فرد من أفراد الوطن؛ لأنّه يُحقّق مصلحة الأفراد جميعهم، ويعود عليهم بالنّفع والخير.
تربية الأبناء على تقدير خيرات الوطن، ومقدّراته، والمحافظة على مرافقه.
إدراك كلّ فرد من أفراد الوطن واجباته التي يجب أن يقوم بها دون أيّ تقصير؛ حيث إن ذلك يحقّق الحياة الكريمة والهانئة لجميع الأفراد.
شعور الفرد بأفضال الوطن عليه، وتربيته على واجب ردّها من باب مقابلة الإحسان بالإحسان، وذلك من تعاليم الإسلام، حيث قال الله تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ).[١٠]
تآلف أفراد الوطن مع بعضهم البعض، ونشر أحاسيس ومشاعر التآخي والمحبّة والمودّة بينهم، ممّا يجعلهم كالجسد الواحد في مواجهة الظروف المختلفة التي تُواجه الوطن.
قيام الفرد بالواجبات المتعلّقة بحقّ الجوار، والأخوّة، والقرابة، والأرحام؛ وفاءً، وحبّاً، وانتماءً لوطنه.
تحقيق معنى ومهمّة الفرد في الاستخلاف في الأرض التي أوكلها الله -تعالى- له؛ حيث قال: (هُوَ أَنشَأَكُم مِنَ الأَرضِ وَاستَعمَرَكُم فيها)،[١١] حيث يسعى الفرد إلى اغتنام الخيرات والنعم التي جعلها الله -تعالى- في الأرض، مع ضرورة المحافظة عليها.
الأوطان اسم جمع، والمُفرد منه: وطن، وهو المكان الذي يقيم ويستقرّ فيه الإنسان وينتمي إليه سواءً وُلد فيه أم في غيره، ويُطلق على الوطن الأصلي أو الوطن الذي وُلد فيه الإنسان الوطن الأم،[١] وإنّ الإنسان قد جُبل وفُطر على حبّ وطنه؛ إذ إنّ الإنسان إذا وُلد في بلدٍ ما، ونشأ فيها، وترعرع في كنفها؛ فمن الطبيعيّ أن يحبّها، ويُواليها، وينتمي إليها، ويجدر بالذكر أنّ الله -تعالى- ربط حبّ الأوطان بحبّ النفس في القرآن الكريم، حيث قال: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ)،[٢] وليس من السهل أن يفارق المرء وطنه الذي عاش في كنفه، ولذلك اعتُبرت هجرة الصحابة -رضي الله عنهم- من أعظم فضائلهم، فقد بذلوا وطنهم في سبيل الإسلام والدعوة، وممّا يؤكّد حب الإنسان لوطنه أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عندما هاجر إلى المدينة المنورة توجّه إلى الله -تعالى- بالدعاء أن يُحبّب المدينة المنورة إليه.[٣]
حديث شريف عن الوطن::-
يظنّ بعض الناس أنّ مقولة (حب الأوطان من الإيمان) ممّا ورد من حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ولكنّ الصواب أنّ ذلك من الكذب والوضع عليه صلّى الله عليه وسلّم،[٤] وهذا لا يمنع أنّ من واجبات المسلم أن يكون وفياً ومُحبّاً لوطنه، وحامياً ومدافعاً عنه بكلّ ما يملكه ويستطيعه من قولٍ أو فعلٍ، وإنّ ما يؤيّد ذلك الفطرة السليمة النقيّة للإنسان، والعقيدة الإسلاميّة، وسنة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وإنّ لحب الأوطان صور عديدة؛ منها: حبّ الأوطان بالسلوكات والأفعال السليمة والسويّة، مع الالتزام بالقيم والمبادئ الحسنة، والحرص على تقديم النصيحة للآخرين، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتضحية لأجل الوطن، والدفاع عنه، وإيثاره، وتقديمه على المصلحة الفردية، ويجدر بالفرد والأمة الالتزام بالأخلاق الكريمة، من العدل، والأمانة، والتسامح، والعفو وغيرها من محاسن الأخلاق التي تسمو بالمجتمع وترقى به إلى المكانة الرفيعة.[٥]
وإنّ من الواجب على كلّ فردٍ أن يحافظ على تماسك الوطن، ويعمل على تنميته، ويسعى إلى ازدهاره، ويجدر التنبيه إلى أنّ حب الوطن يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأفعال الأفراد وتصرفاتهم وليس فقط بالأقوال والشعارات والهتافات، ويجب على المسلم أن يُظهر حبّه لوطنه بالالتزام بالقوانين والأنظمة، والمحافظة والحرص على سلامة ممتلكاته، هذا وحريٌّ بكلّ فردٍ أن يؤدّي مهامّه ووظائفه بإخلاصٍ وحبّ، وأن يحافظ على مال الوطن وثرواته، ويعمل على نشر الأخلاق الفاضلة ويتحلّى بها، ولا بُدّ من نبذ أسباب الاختلاف والفرقة بين الأفراد والجماعات وإقامة شرع الله -تعالى- في كلّ الأمور،[٥] وإنّ من المعاني المرتبطة بحبّ الأوطان في الإسلام؛ تكاتف وتعاضد أفراد الوطن مع بعضهم البعض دون عصبيّةٍ، أو عنصريّةٍ، أو تفريقٍ، أو إقامة جماعات، وأحزاب، وفِرَق متباغضة ومتننافرة، فمن واجب المسلم أن يسعى لوحدة أفراد المجتمع والوطن.[٦]
يجدر التنبيه إلى أنّه بالرغم من أنّ حب الأوطان من الأمور التي فُطرت عليها النّفس البشريّة؛ إلّا أنّ حب الوطن ليس من التكاليف الشرعيّة التي أمر بها الإسلام؛ إذ لا يترتّب عليه ثواب أو عقاب، أو مدح أو ذم، ولا يُؤاخذ المسلم به إلّا إذا ترتّب عليه تضييع واجب من الواجبات الشرعيّة، أو ارتكاب فعل من المُحرّمات والفواحش، أو تقديمه على محبة الله -تعالى- ومحبة الرسول صلّى الله عليه وسلّم.[٧]
واجب المسلمين تِجاه الأوطان
إنّ حبّ الأوطان مرتبط ارتباطاً وثيقاً بحب الدّين؛ فحبّ الوطن يتحقق بحبّ الدّين؛ إذ إنّ مبادئ وقيم الدين الإسلاميّ تحثّ على حبّ الوطن، حيث قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عندما خرج من مكّة المكرّمة: (ما أطيبَكِ من بلدٍ وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أنَّ قومي أخرجوني منكِ ما سَكَنتُ غيرَكِ)،[٨] ويترتّب على المواطن والمُقيم في الوطن عدّة واجبات أيّدها ودلّ عليها الإسلام؛ بيانها على النحو الآتي:[٩]
الدفاع عن الوطن في أيّ موقف يكون فيه الوطن بحاجة للدّفاع عنه، ويكون الدفاع عنه إمّا بالقول وإمّا بالفعل.
مواجهة أيّ أمر يؤدّي إلى زعزعة أمن واستقرار وسلامة الوطن، وذلك بمختلف الوسائل، والطرق، والأساليب الممكنة.
المساهمة الإيجابية بالقول، أو الفعل، أو الفكر، أو غير ذلك من الوسائل المُمكنة في خدمة الوطن، ورفعة منزلته، ورُقيّه؛ إذّ إنّ هذا الأمر واجب على كلّ فرد من أفراد الوطن؛ لأنّه يُحقّق مصلحة الأفراد جميعهم، ويعود عليهم بالنّفع والخير.
تربية الأبناء على تقدير خيرات الوطن، ومقدّراته، والمحافظة على مرافقه.
إدراك كلّ فرد من أفراد الوطن واجباته التي يجب أن يقوم بها دون أيّ تقصير؛ حيث إن ذلك يحقّق الحياة الكريمة والهانئة لجميع الأفراد.
شعور الفرد بأفضال الوطن عليه، وتربيته على واجب ردّها من باب مقابلة الإحسان بالإحسان، وذلك من تعاليم الإسلام، حيث قال الله تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ).[١٠]
تآلف أفراد الوطن مع بعضهم البعض، ونشر أحاسيس ومشاعر التآخي والمحبّة والمودّة بينهم، ممّا يجعلهم كالجسد الواحد في مواجهة الظروف المختلفة التي تُواجه الوطن.
قيام الفرد بالواجبات المتعلّقة بحقّ الجوار، والأخوّة، والقرابة، والأرحام؛ وفاءً، وحبّاً، وانتماءً لوطنه.
تحقيق معنى ومهمّة الفرد في الاستخلاف في الأرض التي أوكلها الله -تعالى- له؛ حيث قال: (هُوَ أَنشَأَكُم مِنَ الأَرضِ وَاستَعمَرَكُم فيها)،[١١] حيث يسعى الفرد إلى اغتنام الخيرات والنعم التي جعلها الله -تعالى- في الأرض، مع ضرورة المحافظة عليها.