المرض وحكمة الإصابة به
من أنواع البلاء الذي قُدّر على الإنسان: المرض، قدّره الله اختبارًا، فقد قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِررَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}[١]، وقد يكون المرض رحمةً للعبد ليلتجئ إلى الله ويعود إلى طريقه الذي بينّه في كتابه، فبدلًا من استمرار العبد في معاصيه حال حياته كلها دون إنذار، فإن هذا يؤدي إلى مضاعفة حسابه يوم القيامة، فيكون المرض وسيلة رحمة يعود بها الإنسان إلى طريق سلامته، وقد يُرسل المرض رفعةً للمؤمن في الآخرة، أيًّا كان السبب الذي قُدِّر لأجله المرض فهو لحكمة من لدن الحكيم الخبير، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن دعاء الشفاء العاجل[٢]
دعاء الشفاء من المرض
يطلب الإنسان دعاء الشفاء العاجل، لأنه من صفات الإنسان أنّه عجول بطبعه كما وصفه تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ}[٣]، فمن الطبيعي قراءة هذا المقال والبحث عنه في جوجل، لكن هناك بعض المفاهيم التي يجب أن تصحح لدى الإنسان عن مفهوم دعاء الشفاء العاجل كي لا يُتعب نفسه ويرى أثرًا عكس الذي تمنى رؤيته نتيجة لمفهوم خاطئ.[٤]
في الحقيقة لا يوجد حلول سريعة للتخلص من مصيبة أو مرض أو غيرها من الأمور التي يسعى الإنسان للحصول عليها، أي لا يوجد دعاء شفاء عاجل، لكن يوجد أخذ بالأسباب من التجاءٍ لله والثقة بأنه القادر على شفاءِ أي مرض وغيرها من الأسباب، فتحديد دعاء الشفاء العاجل والاعتقاد بأنه شافٍ فورَ الدعاء به من ثم استعماله وعدم رؤية نتيجة مُجدية، هو من الأمور التي توقع بعض المسلمين في شك، وعدم رؤية نتيجة مرجوة هو من الأمور المتوقعة؛ فالشفاء رزق ونحن مأمورون باستجلاب هذا الرزق بالأخذ بأسبابه من استعانة بالله ودعائه دون استعجال ودون الاعتقاد بوجود دعاء الشفاء العاجل أو حتى نشره، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا يزالُ العبد بخير ما لم يستعجل .قالو: وكيف يستعجل؟ قالَ: يقول: قد دعوتُ ربِّي فَلم يستجب لي".[٥][٦]
أثر القرآن والسنة في شفاء الإنسان
أُرسل القرآن لمقاصد عديدة وجُعل سببًا للهداية وسببًا للشفاء من الأمراض، فقد قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[٧]، وحسب أقوال المفسرين فإن إحدى أشكال الشفاء يكون بإزالة الأمراض الظاهرة بالرّقى والمعوذات لا باستخدام دعاء الشفاء العاجل الذي لا وجود له ومن هذه الرقى والمعوذات:[٨]
قراءة سورة الفاتحة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ* مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ* إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ* اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}.[٩]
قراءة آية الكرسي: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي اللسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَللْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}.[١٠]
قراءة المعوذتين: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.[١١]
سورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.[١٢]
قراءة خواتيم سورة البقرة: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ* لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَننَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.[١٣]
ومن المعلوم أن المسلمين يقتدون بهدي النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- ويتعلمون منه ما يصلح حال دنياهم وآخرتهم، وقد أرشد النبي الهادي إلى إحدى وسائل الشفاء في سنته، فقد خُصّصت أدعية لطلب الشفاء منها:
1: "اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري"[١٤]
2: "أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا".[١٥]
3: "عَنْ عُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ الثَّقَفِيِّ، أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ في جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ".[١٦]
في النص السابق تبين أنه لا يوجد شفاء عاجل، ولكن يوجد أخذ بالأسباب واستعانة بالله، وأيضاً فقد أشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى دواء ثمين يغفل عنه الكثير، وله من الأثر العظيم، قوله -صلى الله عليه وسلم-: "داووا مرضاكم بالصدقة".[١٧]
أثر اسم الله الشافي في حياة المسلم
بعد أن تم عرض معلومات تفيد بعدم وجود دعاء شفاء عاجل بعينه ، لكن يطلب الإنسان من الله بالدعاء ما يريد، ومن المعلوم أن من آداب البدء بالدعاء، الثناء على الله بأسمائه وصفاته، ويمكن استعمال الاسم المناسب للحال الذي يدعو به صاحب الدعاء ولأسماء الله وصفاته أثرٌ ظاهر في حياة المسلمين، فإحدى طرق الفهم عن الله معرفة أسمائه وصفاته بدراستها والتعبد فيها بواقع حياته، وقد ورد اسم الشافي في القرآن في قوله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين}[١٨]، فعند معرفة الإنسان لاسم الله الشافي: يدرك أنّه الشافي من الأمراض والأسقام ويكون على ثقة بأن الله هو الشافي الوحيد الذي يعطي الأدوية فاعليتها، ويأذن بنجاح عملية ما، ويجعل الشفاء على يد الأطباء، ويكتب الشفاء بإذنه وقدرته، فيدعو الله ويعتمد عليه ويتعلق أمله به وحده.[١٩]
الأخذ بأسباب الشفاء
كما تم الحديث سابقًا أن للشفاء أسبابًا وأنه لا يوجد دعاء شفاء عاجل، فقد أمر اللهُ الناسَ بأخذِ كافة الأسباب، فلا يُكتفى بالأسباب الشرعية دون الدنيوية، مهما بلغ من قوة إيمانه ويقينه فلا بدَّ من الأخذ بالأسباب كافة من: زيارة الطبيب، والالتزام بما وصفه من أدوية إلى جانب الأخذ بالأسباب الشرعية التي سبق وأن بُيّنت، وقد سُئل الإمام ابن باز بمن اعتمد على قوة إيمانه ودَعاه ذلك إلى ترك الأخذ بالأسباب، فأجاب: "ليس كذلك، لا، لا بد من الأخذ بالأسباب مهما كان المؤمن حتى الرسل عليهم الصلاة والسلام وهم أفضل الخلق وأرفع الناس درجة في الإيمان كانوا يأخذون بالأسباب وهم أكمل الناس إيماناً وأرجحهم ميزانًا وأكملهم عقولًا ومع هذا يأخذون بالأسباب".[٢٠]
من أنواع البلاء الذي قُدّر على الإنسان: المرض، قدّره الله اختبارًا، فقد قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِررَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}[١]، وقد يكون المرض رحمةً للعبد ليلتجئ إلى الله ويعود إلى طريقه الذي بينّه في كتابه، فبدلًا من استمرار العبد في معاصيه حال حياته كلها دون إنذار، فإن هذا يؤدي إلى مضاعفة حسابه يوم القيامة، فيكون المرض وسيلة رحمة يعود بها الإنسان إلى طريق سلامته، وقد يُرسل المرض رفعةً للمؤمن في الآخرة، أيًّا كان السبب الذي قُدِّر لأجله المرض فهو لحكمة من لدن الحكيم الخبير، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن دعاء الشفاء العاجل[٢]
دعاء الشفاء من المرض
يطلب الإنسان دعاء الشفاء العاجل، لأنه من صفات الإنسان أنّه عجول بطبعه كما وصفه تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ}[٣]، فمن الطبيعي قراءة هذا المقال والبحث عنه في جوجل، لكن هناك بعض المفاهيم التي يجب أن تصحح لدى الإنسان عن مفهوم دعاء الشفاء العاجل كي لا يُتعب نفسه ويرى أثرًا عكس الذي تمنى رؤيته نتيجة لمفهوم خاطئ.[٤]
في الحقيقة لا يوجد حلول سريعة للتخلص من مصيبة أو مرض أو غيرها من الأمور التي يسعى الإنسان للحصول عليها، أي لا يوجد دعاء شفاء عاجل، لكن يوجد أخذ بالأسباب من التجاءٍ لله والثقة بأنه القادر على شفاءِ أي مرض وغيرها من الأسباب، فتحديد دعاء الشفاء العاجل والاعتقاد بأنه شافٍ فورَ الدعاء به من ثم استعماله وعدم رؤية نتيجة مُجدية، هو من الأمور التي توقع بعض المسلمين في شك، وعدم رؤية نتيجة مرجوة هو من الأمور المتوقعة؛ فالشفاء رزق ونحن مأمورون باستجلاب هذا الرزق بالأخذ بأسبابه من استعانة بالله ودعائه دون استعجال ودون الاعتقاد بوجود دعاء الشفاء العاجل أو حتى نشره، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا يزالُ العبد بخير ما لم يستعجل .قالو: وكيف يستعجل؟ قالَ: يقول: قد دعوتُ ربِّي فَلم يستجب لي".[٥][٦]
أثر القرآن والسنة في شفاء الإنسان
أُرسل القرآن لمقاصد عديدة وجُعل سببًا للهداية وسببًا للشفاء من الأمراض، فقد قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[٧]، وحسب أقوال المفسرين فإن إحدى أشكال الشفاء يكون بإزالة الأمراض الظاهرة بالرّقى والمعوذات لا باستخدام دعاء الشفاء العاجل الذي لا وجود له ومن هذه الرقى والمعوذات:[٨]
قراءة سورة الفاتحة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ* مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ* إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ* اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}.[٩]
قراءة آية الكرسي: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي اللسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَللْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}.[١٠]
قراءة المعوذتين: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.[١١]
سورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.[١٢]
قراءة خواتيم سورة البقرة: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ* لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَننَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.[١٣]
ومن المعلوم أن المسلمين يقتدون بهدي النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- ويتعلمون منه ما يصلح حال دنياهم وآخرتهم، وقد أرشد النبي الهادي إلى إحدى وسائل الشفاء في سنته، فقد خُصّصت أدعية لطلب الشفاء منها:
1: "اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري"[١٤]
2: "أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا".[١٥]
3: "عَنْ عُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ الثَّقَفِيِّ، أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ في جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ".[١٦]
في النص السابق تبين أنه لا يوجد شفاء عاجل، ولكن يوجد أخذ بالأسباب واستعانة بالله، وأيضاً فقد أشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى دواء ثمين يغفل عنه الكثير، وله من الأثر العظيم، قوله -صلى الله عليه وسلم-: "داووا مرضاكم بالصدقة".[١٧]
أثر اسم الله الشافي في حياة المسلم
بعد أن تم عرض معلومات تفيد بعدم وجود دعاء شفاء عاجل بعينه ، لكن يطلب الإنسان من الله بالدعاء ما يريد، ومن المعلوم أن من آداب البدء بالدعاء، الثناء على الله بأسمائه وصفاته، ويمكن استعمال الاسم المناسب للحال الذي يدعو به صاحب الدعاء ولأسماء الله وصفاته أثرٌ ظاهر في حياة المسلمين، فإحدى طرق الفهم عن الله معرفة أسمائه وصفاته بدراستها والتعبد فيها بواقع حياته، وقد ورد اسم الشافي في القرآن في قوله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين}[١٨]، فعند معرفة الإنسان لاسم الله الشافي: يدرك أنّه الشافي من الأمراض والأسقام ويكون على ثقة بأن الله هو الشافي الوحيد الذي يعطي الأدوية فاعليتها، ويأذن بنجاح عملية ما، ويجعل الشفاء على يد الأطباء، ويكتب الشفاء بإذنه وقدرته، فيدعو الله ويعتمد عليه ويتعلق أمله به وحده.[١٩]
الأخذ بأسباب الشفاء
كما تم الحديث سابقًا أن للشفاء أسبابًا وأنه لا يوجد دعاء شفاء عاجل، فقد أمر اللهُ الناسَ بأخذِ كافة الأسباب، فلا يُكتفى بالأسباب الشرعية دون الدنيوية، مهما بلغ من قوة إيمانه ويقينه فلا بدَّ من الأخذ بالأسباب كافة من: زيارة الطبيب، والالتزام بما وصفه من أدوية إلى جانب الأخذ بالأسباب الشرعية التي سبق وأن بُيّنت، وقد سُئل الإمام ابن باز بمن اعتمد على قوة إيمانه ودَعاه ذلك إلى ترك الأخذ بالأسباب، فأجاب: "ليس كذلك، لا، لا بد من الأخذ بالأسباب مهما كان المؤمن حتى الرسل عليهم الصلاة والسلام وهم أفضل الخلق وأرفع الناس درجة في الإيمان كانوا يأخذون بالأسباب وهم أكمل الناس إيماناً وأرجحهم ميزانًا وأكملهم عقولًا ومع هذا يأخذون بالأسباب".[٢٠]